اكتشف نظرة مُفصلة عن الوضع الحالي للتعليم في الوطن العربي
من أجل استعراض نظرة تفصيلية عن استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية كجزء من المنظومة التعليمية العامة، نجد أن من المنطقي النظر في أمر المنظومة التعليمية بشكلٍ عام كبيئة مُستدامة تعمل من خلال العديد من العناصر التي تقود في النهاية إلى إيصال المعلومة للعديد من الطُلاب في سياقٍ يتناسب مع احتياجات الطُلاب وأعمارهم.
بالنظر إلى التعليم كمنظومة كاملة، تتضح الرؤية أن التعليم بشكلٍ عام يقف على أربعة أعمدة رئيسية وهي الطلاب والمعلمون والفصول والهيئات الإدارية. إن استرسلنا بشكل أكثر دقةً، نرى أن كل عناصر التواصل بين تلك الأعمدة هي ما نُطلق عليها العملية التعليمية المتكاملة.
يُعد أي عنصر خارجي عن هذه المنظومة تهديدًا لثبات البيئة التعليمية واستقرارها وهو ما قاد إلى زعزعة هذا الاستقرار بما أن ظهر فيروس كورونا ووضع المسئولين عن المنظومة أمام خيارين أحلاهما مرٌ؛ إما استكمال الدروس التعليمية في الفصول وتهديد صحة الطُلاب والمعلمين والهيئات الإدارية بمُختلف أنواعها إما إيقاف المنظومة ككل تهديد مُستقبل البلاد أجمع في العالم من خلال المجازفة بعلم ومعرفة الأجيال القادمة.
ومع اشتداد الأزمة وازديادها تعقيدًا، بدأت مختلف الهيئات الإدارية بالإضافة إلى المسئولين عن المنظومة في البحث عن حلولٍ بديلة لاستكمال العملية التعليمية دون الحاجة إلى تهديد أي عنصر من عناصر المنظومة ككل، بما في ذلك صحة الطلاب والمعلمين والهيئات نفسها، ومع ازدياد التوتر حول مدى جودة تلك الحلول وقابليتها لحمل العملية التعليمية والمضي بها قدمًا نحو المستقبل، بدأت الهيئات في اعتناق حلول المنصات التعليمية الإلكترونية، والتي يُمكن تعريفها بمنصات افتراضية تربط كل من المعلمين والطلاب من خلال شبكة الإنترنت أو التطبيقات الإلكترونية.
منذ تلك اللحظة، أخذت تلك النوعية من المنصات مساحة شاسعة من العملية التعليمية من خلال الحلول التقنية المتعددة التي تتضمن للمعلم بيئة مستدامة وخلاقة للفرص كما تضمن للطلاب وأولياء الأمور حلًا آمنًا لاستكمال العملية التعليمية دون القلق على الجودة العامة للتعلم الأبناء والبنات في المنازل حول الوطن العربي.
رحلة من النجاحات للمنصات التعليمية في الوطن العربي
مع الوقت، بدأت المنصات التعليمية والتطبيقات الإلكترونية في محاكاة المنظومة التعليمية من خلال استبدال أحد الأعمدة السابق ذكرها وهي الفصول وهكذا قامت بمحاكاة نموذج الفصل الافتراضي مما وفر للمعلم والطالب مساحة افتراضية آمنة للتعليم والتعلم وعلاوة على ذلك، وفرت المنصات التعليمية أفضليات إدارية للهيئات المعنية لمتابعة العملية والسيطرة على المعطيات التي تؤمن تواصل مستدام بين المعلمين والطلاب.
مثلها مثل أي تغيير يطرأ ويظهر في أي منظومة، قد يبدو أن المنصات التعليمية وضعت المعلمين في اختبار لمواكبة العصر الإلكتروني، ولكن في الحقيقة لم يكن هذا الاختبار إلا حافزًا للمعلمين في الوطن العربي لتحسين خبراتهم الإلكترونية في التعامل مع أدوات التعليم في العصر الحديث. نتيجةً لذلك، استطاعت الجهات المسئولة من خلال المنصات التعليمية استكمال العملية التعليمية بنجاح مع الحفاظ على أمن كل من الطلاب والمعلمين والهيئات الإدارية.
كونها حلًا حديثًا لمنظومة راسخة منذ عقود، تتطور المنصات التعليمية وأدوات التعليم عن بعد من نفسها، وقد يحدث هذا التطوير أسبوعيًا من أجل الحفاظ على المحاكاة الدقيقة للفصول بالإضافة إلى تلبية احتياجات المعلمين والطلاب والهيئات الإدارية من خلال سمات حديثة وامتيازات خُلقت خصيصًا في هذا الواقع الافتراضي من أجل تحسين التعليم عن بعد وتقديم طرقٍ جديدة للتعامل مع كل عناصر التواصل التي تضمن إتمام التعلم والتعليم بما في ذلك الاختبارات الشهرية والأسبوعية واختبارات نهاية العام ومنتصف العام وتبادل الأسئلة والرد عليها.
ألم يحن الوقت لخلق بنية تحتية افتراضية أكثر تماسكًا لاحتواء هذا التقدم العلمي والتقني المُذهل؟
بالتأكيد، قد لا نستطيع أن نعرف. بالرغم من ذلك، نستطيع أن نؤكد أن رحلة المنصات الإلكترونية التعليمية ما زالت في بدايتها.