خمس تحديات تواجه المعلمين في التعليم عن بعد
تعرف على خمس تحديات تواجه المعلمين في عصر المنصات التعليمية الإلكترونية واكتشف كيفية التغلب عليها
إثر التطور التكنولوجي الذي أضفى سِمات جديدة على المنظومة التعليمية الكلاسيكية القديمة، أصبحت التعليم في عصر جديد مبني في الأساس على هذا التقدم التِقني واستخدام آليات حديثة من أجل إيصال أفضل قيمة تعليمية مُتاحة، ومع اجتياح فيروس كورونا للعالم، تسارعت خطوات الهيئات المسئولة عن إدارة العملية التعليمية نحو اعتناق مذهب التعليم عن بعد من أجل ضمان استمرارية العملية التعليمية دون التسبب في أضرار تمُسُ صحة الطلاب أو المعلمين أو الإداريين.
مثل أي نموذج إداري وتنفيذي حديث، لقد واجهت العناصر الرئيسية لعملية التعليم – المعلم والطالب والإداري – بعض التحديات إثر التحويل المُباشر من النظام الكلاسيكي المُعتمد على التواصل وجهًا لوجه في الفصول إلى النظام الإلكتروني المُعتمد على المنصات التعليمية الإلكترونية والأدوات التعليمية التِقنية والتعليم عن بعد.
بالنظر إلى تلك التحديات، نتعرف على كون التغلب عليها ليس بالأمر الصعب، فقط يجب أن يتبع المعلمون بعض النصائح التي سنتناولها الآن وتجربتها.
أولًا: الاتصال مع الطلاب
لا يجب مزج سِمة الاتصال مع كفاءة التواصل لأنهما عنصران مُختلفان جوهريًا، فالتواصل هو ركيزة من ركائز التعليم سواء كان النظام الكلاسيكي أو النظام الإلكتروني. إن التواصل في جوهره هو نقاء عملية نقل المعلومات وتبادل المخاوف وإيجاد الإجابات المُناسبة لمُختلف الأسئلة والتخوفات ومُسببات القلق، وهو كما ذكرنا يُعد الركيزة الأساسية للمنظومة التعليمية، لكن الاتصال هو سِمة من سمات التعليم الإلكتروني حيث يتوفر المعلم من أجل الإجابة على أسئلة الطُلاب والرد على مخاوفهم طوال الوقت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني أو الدردشة أو أي وسيلة أخرى.
تتسبب الأنشطة التي يختبرها الطلاب دون المعلم أو الواجبات الكثيرة التي يجب أن يسلموها إلى المعلم في سياق التعليم الإلكتروني في شعور الطلاب المتزايد بأنهم منفصلين عن المعلم وغير متصلين به.
والحل الأفضل يكمن في تقديم العون من خلال الفيديوهات القصيرة والرسائل الخاصة من أجل كل طالب وتخصيص أوقات في كل محاضرة إلكترونية من أجل الرد على مخاوف الطلاب وتخصيص فترة غير دراسية حتى من أجل الحديث عن المنهج وتناول تلك المخاوف حتى إن كانت تلك المخاوف لا تتعلق بالمنهج الدراسي.
ثانيًا: التشجيع والتعاون
بسبب طبيعة الشكل الحديث للتعليم، يفتقد بعض الطلاب إلى الآليات المُناسبة للتعاون مع زملائهم بسبب افتقادهم للشكل الكلاسيكي القديم الذي يتقابلون فيه في الفصل ويتحدثون معًا ويشاركون مخاوفهم أيضًا.
يحب أن يشجع المعلم الطلاب على التعاون معًا من خلال التعرف على إشكالية مُحددة في المنهج الدراسي ومحاولة دراستها وإيجاد الحلول معًا كمجموعة عمل خارج المحاضرة أو الحصة، ثم يشجعهم على مشاركة أفكارهم معًا في نطاق الصف الدراسي نفسه.
يخلق هذا المناخ المزيد من الديناميكية التي هي في الأساس واحدة من الركائز المهمة في نظام التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد، كما أنها سِمة مهمة في التعلم عن ريق المنصات التعليمية الإلكترونية.
ثالثًا: اختيار الأدوات التكنولوجية المُناسبة
إن التعليم الإلكتروني يشبه كثيرًا العالم الافتراضي على الإنترنت؛ كثير الخيارات يشوبه وفرة في السيناريوهات والحلول، مما يخلق مناخًا من الشك لدى المعلمين، خصيصًا من يتعرفون على نمط التعليم عن بعد لأول مرة مما يدفعهم إلى التخوف من الأدوات التكنولوجية واختيار الحلول الذكية على الإنترنت من أجل حل مشاكلهم.
من أجل التغلب على هذا التحدي، لا يسعنا إلا أن نُذكر المعلمين بكيفية اختيار الأدوات التكنولوجية المناسبة من أجل تقديم أفضل قيمة تعليمية. أولًا، يجب على المعلم أن يبحث عن المشاكل التي تواجهه وتقسيمها إلى أجزاء وثانيًا، عليه أن يبحث عن السِمات التي تملأ الفراغات في المنهج التعليمي مثل أنظمة إدارة التعليم كمثال.
حينئذٍ، يستطيع المعلم التجربة والاستبعاد من أجل التوصل إلى باقة الحلول التي تُناسبه في النهاية.
قد يحتاج بعض المعلمين إلى يومين أو ثلاثة وقد يحتاج البعض الآخر إلى فصلٍ دراسي كامل من التجربة، فالتعرف على الأدوات المناسبة هو تجربة شخصية تختلف من شخصٍ إلى آخر.
رابعًا: تصميم الاختبارات المُناسبة
يختلف النمط الكلاسيكي من التعليم عن نظيره الحديث، وهذا الاختلاف لا يكمن فقط في المناهج الدراسية أو غياب العناصر البشرية عن الفصول، بل يمتد ليشمل الاختبارات أيضًا.
قد لا تتماشى بعض الأشكال الكلاسيكية من الاختبارات مع النمط الحديث من التعليم وبالتالي، يجب أن يميل المعلمون إلى نمط الاختبارات الحُرة التي يمتلك الطلاب فيها الحق للرجوع إلى الكتاب أو كما يُطلَقُ عليها اختبارات الكتاب المفتوح، وفي تلك الحالة، يُفضل أن تكون الإجابات مقالية.
من الناحية الأخرى، يُفضل أن يستخدم المعلمون الأدوات الذكية من أجل تصميم اختبارات الاختيار من مُتعدد أيضًا، فهي تُساعد المعلمين على تصحيح الاختبارات سريعًا كما أنها تُقدم للطلاب القيمة العلمية كاملة.
خامسًا: التواصل مع أولياء الأمور
قد يكون هذا التحدي أكثر اقترانًا بالتدريس للأعمار الصغيرة ولكنه ما زال قائمًا وما زال يُقلِق المعلمين في هذه الفئات العمرية.
يشعر بعض أولياء الأمور بالقلق بسبب تغيير النمط التعليمي من الشكل الكلاسيكي إلى الشكل الرقمي، لهذا يجب أن يتواصل المعلمون في الفئات العمرية الأصغر مع أولياء الأمور من أجل طمأنتهم والتأكد من إيمانهم بالمنظومة التعليمية الحديثة التي أتت بثمارها بالفعل.