المنظومة التعليمية بعد عصر التعليم الإلكتروني
نظرة نقدية لمُستقبل التعليم من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية والحلول الذكية
بمجرد أن أخذت الإدارات التعليمية والوزارات في الوطن العربي بضع خطوات جادة نحو تجربة التعليم الإلكتروني من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية، وجد جميع المسئولين أن التعليم عن بعد من خلال الحلول التقنية الذكية هو يُمثل في ذاته نقلة نوعية للنمط التشغيلي الخاص بالمنظومة التعليمية الكاملة ومنذ ذلك الحين، بدأت الحكومات في تحضير خرائط العمل الدقيقة من أجل تحسين استقبال المعلمين والطلاب لهذا التغيير والتطوير من خلال الاجتماعات مع المعلمين وورش العمل من أجل محو الأمية التكنولوجية وغيرها من الخطوات الملموسة من أجل تحسين البنية التحتية لاستيعاب هذا التطوير.
بالنظر إلى المنظومات الصناعية والإنتاجية الأخرى التي اهتمت بتطبيق الحلول التكنولوجية الذكية من أجل تحسين مخرجاتها ونتائجها والعمليات المختلفة، نجد أن صناعة التعليم متأخرة كثيرًا مقارنة بقدرتها الكامنة على التطور مما يُشير إلى ثورة تكنولوجية تقترب شيئًا فشيًا من أجل إعادة تعريف منظومة التعليم بأكملها.
بدايةً، دعنا نتذكر أن التغيير نحو المنظومة التعليمية الإلكترونية فُرِضَ على الحكومات لأن المنصات التعليمية الإلكترونية وغيرها من الأدوات الرقمية قدمت حلولًا فعالة من أجل ضمان استمرارية العملية التعليمية دون تعريض المعلمين أو الإداريين أو الطلاب لأي خطر بعد اجتياح كورونا للعالم. لكن في الدول الغربية، تُشير الدراسات إلى ميولٍ استثماري واضحٍ قبل اندلاع الأزمة من أجل تحويل المنظومة التعليمية إلى منظومة إلكترونية ديناميكية. بالتالي، عند بداية الجائحة، كانت الدول الغربية، وبالأخص حكومات وسط وشمال أوروبا، أكثر استعدادًا لاعتناق الحل الرقمي مقارنة بالدول العربية.
وفي الوضع الحالي، استطاعت المنظومة التعليمية الحديثة أن تأتي بثمارها سريعًا من خلال الإسراع في مختلف العمليات الإدارية حيث قدمت حلولًا من أجل إنشاء التقارير وآلياتٍ أكثر شمولية في اتخاذ القرارات. ومن الناحية الأخرى، استطاعت المنصات التعليمية الإلكترونية تقديم نموذج تعليمي شامل من أجل تحسين عملية التعليم والتعلم عن بعد. بالنظر إلى تلك النقطة، نجد أن الطلاب والمعلمون قد استفادوا بشكلٍ كبيرٍ من المنظومة الإلكترونية لأنها اختصرت عليهم مسافات ضخمة وساعدت الكثير من الطلاب في الفئة العمرية الأكبر على متابعة تعليمهم الجامعي والتخصصي في مرحلة ما بعد الجامعة أيضًا. تُقدم المنصات التعليمية الإلكترونية حلًا من أجل إدارة الجداول وكشوف الحضور والغياب وبالتالي، فهي تُقدم للطلاب والمعلمين المزيد من السلاسة في الموازنة بين الحياة الشخصية والحياة التعليمية، وهي سِمة مهمة من أجل الباحثين عن استكمال التعليم في الفترة التي تلي الدراسة الجامعية.
يجب متابعة العلاقة الاستثمارية بين الإدارات الجامعية أيضًا والشركات القائمة على المنصات التعليمية الإلكترونية لأن تلك العلاقة في الأساس تشرح لنا الطبيعة الحديثة للتعليم من خلال وضع الطالب والمعلم في أولوية العناصر المكونة للعملية التعليمية ووضع احتياجاتهم نُصب أعين مصممي تلك المنصات مما يقود إلى تجربة تعليمية أكثر نجاحًا في تلبية احتياجات الطلاب والمعلمين.
قد تستمر بعض الدول في معركة من أجل مواكبة التطور التكنولوجي في التعليم لكن من المؤكد أن هذه الحكومات تأخذ خطوات ثابتة نحول تحسين البنية التحتية الإلكترونية من معرفة وموارد ووسائل من أجل مواكبة قطار التطوير.