تعرف على مستقبل التعليم من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية والحلول الذكية
بالرغم من الانتشار الكبير الذي حققته المنصات التعليمية الإلكترونية في الآونة الأخيرة بعد أن اقتنع الخبراء بالفاعلية الاستثنائية التي قدمتها تلك المنصات للمنظومة التعليمية بعناصرها المختلقة من معلمين وطلاب وإداريين وأخصائيين في مختلف الفئات العمرية، ما زال بعض من المعلمين، وبالأخص في بلادنا في الوطن العربي، يجهلون سلسلة الفوائد التي تُقدمها هذه المنصات علاوة على الحلول الذكية التي تجلبها للمنظومة التعليمية ككل.
بالفعل، حققت المنصات التعليمية الإلكترونية انتشارًا واسعًا لكن التجربة الحقيقية تختلف عن المقالات، فالكثير من الإداريين والمعلمين بالأخص لا يستخدمون حتى ثُلث الحلول الذكية المتوفرة على الإنترنت لأنهم لا يعرفون بها أو لا يعرفون كيف يستخدموها أو لا يعرفون كيف ستساعدهم.
في البداية، دعونا نسترجع النمط التشغيلي للمنصات التعليمية الإلكترونية. هذه المنصات هي مساحات افتراضية على شبكة الإنترنت تخلق نموذج يُحاكي التعليم الكلاسيكي من خلال جمع الطالب بالمعلم بالإداري الذي يُراقب العملية التعليمية وعلى ذِكر المكونات الرئيسية للعملية التعليمية، يجب أن نذكر أن العناصر الثلاثة السابق ذكرهم هم في الحقيقة أحجار الزاوية للعملية التعليمية وكل العمليات التي تتم بين عنصرين أو أكثر في هذه الشبكة تُعد مكونًا ثانويًا للعملية التعليمية بما في ذلك عملية التواصل التي تقود للتعليم والمراقبة ودفاتر الحضور والغياب والاختبارات والتصحيحات لتلك الاختبارات وغيرها.
تخلق المنصات التعليمية الإلكترونية نموذجًا مكتمل الأركان من أجل استمرارية التعليم والمحافظة على جودة كل العمليات الرئيسية والثانوية التي تربط العناصر الرئيسية الثلاثة في المنظومة التعليمية وبتلك الطريقة يستطيع الإداري أن يُتابع كل التقارير المُحوسبة التي تعمل بفاعلية استثنائية مقارنة بالتدخل البشري في إنشاء التقرير الورقي، وهو النموذج الكلاسيكي، ويستطيع المعلم أن يتواصل مع الطلاب في أي وقت من خلال المنصات التعليمية أو الحلول الرقمية الأخرى ويستطيع الطالب أن يسأل المعلم في أي وقت عن أي شيء.
من الناحية الأخرى، تُسهل هذه السلاسة التي تتسم بها المنظومة التعليمية الإلكترونية آليات اتخاذ القرارات على الصعيد الإداري بين القائمين على متابعة وإدارة العملية التعليمية بما في ذلك الوزارات ورؤساء الأقسام والمراقبين، مما يقود بشكل غير مباشر إلى تحسين المنظومة كلها ونتائجها.
وهنا يجب أن نتوقف قليلًا حتى نتناول سِمة تُميز التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وهي الديناميكية في النمط التعليمي. إن التعليم الإلكتروني يرتبط بشكل جوهري بالإنترنت والحلول الرقمية ومن الجدير بالذكر أن الإنترنت والحلول الرقمية هي المنتج البشري الأسرع في التطور وعليه يحتاج المعلمون إلى تعلم الأساليب الذكية واستخدام الأدوات الرقمية من أجل مواكبة هذا التطور، فبالنظر إلى الصناعات الأخرى مثل التسويق والصناعات الثقيلة والتعدين والكتابة الأدبية وغيرها، نرى أن التعليم كصناعة يُعد في الحقيقة من الصناعات الأكثر تأخرًا في سباق الرقمنة واستخدام الحلول التكنولوجية، مما يقودنا إلى توقع انفجارًا تكنولوجيًا وشيكًا في صناعة التعليم والمنظومة التعليمية لن يتوقف إلا مع توقف إنتاج المزيد من الحلول الذكية.
يُساعدنا النظر إلى أداء الوزارات التعليمية والحكومات العربية المعنية بإدارة العملية التعليمية في الوطن العربي على توقع مثل هذا الانفجار أيضًا حيث إن تلك الحكومات بدأت بخطوات ثابتة في تسليح بلادها بالبنية التحتية المناسبة من أجل استيعاب النمط الحديث من التعليم ومن خلال هذا النمط، بدأت بعض الحكومات في تحضير ورش العمل من أجل تعريف المعلمين على الشكل الحديث للتعليم وبدأت بعض الجامعات في التعاون مع إدارات المنصات التعليمية الإلكترونية من أجل تقديم المزيد من الحلول الرقمية. حتى بعد عودة بعض الطلاب إلى الفصول، تتجه الحكومات إلى استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية فيما يُسمى نمك التعليم المُدمج الذي يجمع بين الشكل الكلاسيكي للتعليم والنمط الديناميكي باستخدام المنصات التعليمية والأدوات الذكية وغيرها من السِمات الرقمية.
بتلك الطريقة، لن يجد المعلم الكلاسيكي مكانًا له في هذا السباق الديناميكي لن يجد مفرًا من التعرف على هذا النمط المُتسارع من أجل تقديم أفضل قيمة تعليمية لطلابه من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية والأدوات الذكية.