التواصل الجيد في سياق التعليم الإلكتروني
التواصل.. حجر الأساس في عملية تعليمية فعالة في عصر المنصات التعليمية الإلكترونية
إن التواصل في الأساس هو حجر الزاوية في العملية التعليمية بشكلٍ عام. فالتعليم كمبدأ مبني بشكل حصري على التواصل الفعال.
أولًا، يجب أن نتخيل التعليم وكأنه شبكة تصِل بين ثلاثة عناصر رئيسية: المعلم والتلميذ والإدارة. في هذا السياق، تصبح الخيوط التي تربط بين كل عنصر من عناصر هذه الشبكة هي التواصل. إن التعليم في الأساس هو شكلٌ من أشكال التواصل، حيث يتعلم المُعلم مبدأ علمي مُعقد ويفهمه ويبدأ في تقسيمه إلى أجزاء أصغر وأكثر سلاسة في الفهم ثم يستخدم وسائل الإيضاح والشرح من أجل إيصال هذه المعلومة إلى الطلبة ومن الناحية الأخرى، يلجأ الإداري إلى متابعة العملية التعليمية وكفاءتها بين المعلم والطالب مما يحتاج إلى التواصل الشَفّاف بين المعلم والتلميذ والإداري أيضًا. ومن الناحية الأخرى، يتواصل التلميذ مع المُعلم من خلال الأسئلة والإجابات والمخاوف والتطلعات. وهكذا، نستطيع تخيل العملية بشكل مختلف من خلال نموذج مبني في الأساس على التواصل الفعال والواضح بين العناصر الثلاثة للعملية التعليمية.
بعد أن تعرفنا على أهمية التواصل في رفع كفاءة التعليم وفاعلية التعليم عن بعد، نستطيع أن نتناول تعريفات جديدة للتواصل في التعليم الإلكتروني من خلال المنصات التعليمية والتواصل بين الطلبة والمعلم من أجل الحصول على قيمة تعليمية فائقة.
تمتد أهمية التواصل أيضًا حتى تشمل قدرة المعلم على تشجيع الطلاب وتوجيههم وليس فقط شرح بعض النقاط العلمية لهم. لهذا، يُصبح التواصل سمة رئيسية من أجل مساعدة الطلاب على الحفاظ على تركيزهم على المنهج الدراسي.
يُذكر أيضًا أن المعلمين الذين يجيدون آليات التواصل يستطيعون بالتابعية أن يخلقوا مناهج دراسية تتوافق مع إمكانيات الطلاب وتجعلهم يتقدمون دراسيًا أيضًا.
إن التعليم عن بعد من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية له شكل يختلف جذريًا عن التعليم الكلاسيكي وهي غياب التواصل المباشر بين المعلم والتلميذ لكن هذا لا يعود في الأساس لنقص أو عيب فهو شكل مختلف فقط. والتواصل من خلال المنصات التعليمية الإلكترونية في سياق التعليم الإلكتروني أكثر قابلية للتطوير والتحسين. في قولٍ آخر، يستطيع المعلم أن يستخدم الأدوات التي تتيحها المنصات التعليمية الإلكترونية من أجل خلق نموذج جديد من التواصل الفعال مع الطلاب.
إن التعليم الإلكتروني هو في الأساس مبني على التواصل من خلال أدوات مختلفة عن التعليم الكلاسيكي بما في ذلك البريد الإلكتروني واللقاءات التعليمية من خلال الفيديو علاوة على الدردشة من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي تُساعد الطلاب في الوصول إلى المعلمين في أي وقت. يشير توفر كل هذه العناصر إلى أن التعليم الإلكتروني والمنصات التعليمية الإلكتروني تخلق عناصرًا جديدة للتواصل أو بمعنى آخر، تُعيد تعريف عناصر من التواصل وتمزجها مع البيئة التعليمية الإلكترونية من أجل نقل الديناميكية الموجودة في الصناعات الأخرى إلى صناعة التعليم في طلته الجديدة.
من أجل الوصول إلى قيمة مرتفعة من التعليم الإلكتروني عن طريق المنصات التعليمية، يجب أن يُحسن المعلمون استخدام الأدوات الإلكترونية المتوفرة لديهم. فالتعليم لم يعد مقتصرًا على الكاريزما التي تُميز معلم عن غيره، فالآن أصبح الوضع متعلقًا بكل الصفات الجيدة التي يملكها المعلم بالإضافة إلى قدرته على استخدام الأدوات التعليمية الإلكترونية من أجل المحافظة على قنوات مفتوحة للتواصل بينه وبين الطلبة الذين يتطلعون إليه.
في سياق التعليم الإلكتروني، بدأ البعض من المعلمين في استخدام تلك الأدوات التي يوفرها التعليم عن بعد لهم ومن أهمها التواصل من خلال الفيديوهات القصيرة، فيرسل المعلمون للطلبة الفيديوهات التي يردون فيها على أسئلتهم والتقييمات وتعليقات على اختباراتهم وما إلى ذلك. في هذا السياق، يشعر الطلاب بالمزيد من الخصوصية كما يشعرون بتوفر المعلم بجانبهم مما يعوضهم عما يفقدوه بسبب غياب الفصول والتواصل الشخصي مع المعلم.