مستقبل التعليم بين المنصات الإلكترونية واحتياجات المعلمين
مما لا شك فيه أن المنصات التعليمية الإلكتروني قد أصبحت جزءًا رئيسيًا من العملية التعليمية حين وفرت للمعلمين
والطلبة الكثير من الوقت ولفيفٌ من الأمان والسلامة بعد جائحة كورونا التي انتشرت في العالم كالنار في الهشيم.
لطالما بحث المعلم عن تجربة سلسة من التعليم ومع مرور الوقت، استطاع المعلمون معرفة أن الفصول الحقيقية لن توفر لهم تلك التجربة، ففي بعض الدول على سبيل المثال، يصل عدد الطلبة إلى أكثر من مئة طالب في الفصل الواحد وأكثر من ألف تلميذ جامعي في مدرج واحد. وضعت هذه السمة في بلادنا العربية المعلمين في اختبار فائق الصعوبة وهو جذب انتباه هذا العدد الاستثنائي من البشر في مكان واحد من أجل الاستماع إلى مادة تعليمية تحتاج إلى تركيز واهتمام من أجل الفهم والحفظ والتطبيق.
وفرت المنصات التعليمية الإلكترونية للمعلمين منفذًا جديدًا للبحث عن هذه التجربة المفقودة من خلال جمع هؤلاء الطلاب أمام الشاشات الإلكترونية.
في حقيقة الأمر، وفرت المنصات التعليمية الإلكترونية أكثر من ذلك وأعادت تعريف شكل التعليم كمنظومة مستدامة بالإضافة إلى تسهيل التواصل والإسراع بتحسين الجودة التعليمية للطلاب والمعلمين معًا.
الآن، وبعد أن أصبحت المنصات التعليمية الإلكترونية ركيزة رئيسية في التعليم، يبحث المعلمون عن المنصات التعليمية المناسبة لاحتياجاتهم، ولكن ما هي احتياجات المعلمين من المنصات التعليمية؟
هذا ما سنبحث عنه اليوم.
تجربة سَلِسة لجودة فائقة
يبدو أن الكثير من المعلمين كانوا يواجهون بعض الصعوبات في استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية لإدارة عملية التعليم عن بعد. أما الآن، وبعد أن باشروا في تحسين مهاراتهم الإلكترونية لمواكبة العصر ومواكبة مهارات الطلاب أيضًا، أصبحوا ينتقون المنصات التي يعملون عليها من خلال مدى سلاسة تجربة الاستعمال والاستخدام.
لطالما اعتمد الطلبة على بعضهم في الفصول والمدرجات، فالمُعلم يشرح مرة ويسأل الطلبة عما يدور بعقلهم ويجيبهم ولكن تستمر بعض التساؤلات في عقولهم ويشاركونها معًا. في سياق التعليم عن بعد، لا يوجد فصول.. أو فصول كما عهدوها، وبناء على ذلك، يجب أن يتأكد المعلم من سهولة استخدام المنصة التعليمية الإلكترونية من أجل التأكد من تجاوب الطلاب وتفاعلهم معها.
تُعد سهولة الاستخدام ركيزة لا غنى عنها من أجل تجربة سلسة للتعلم.
هكذا، نستطيع تقسيم التجربة التعليمية إلى شقين رئيسيين يقودان إلى تحسين العملية التعليمية. أولًا، سهولة استعمال المنصات التعليمية الإلكترونية من وجهة نظر المعلمين والطلبة وثانيًا، سهولة التعامل مع المنهج الدراسي والاختبارات. لا يُقصد بسهولة التعامل مع الاختبارات سهولة الاختبارات في ذاتها، إنما سهولة فهم المطلوب من أجل تطبيق الدروس كما شُرحت.
من أجل تجربة تعليمية مفيدة، يجب أن يتوفر العنصران معًا.
التواصل.. طريقك الأسهل لعقول الطلاب
قد نحتاج إلى مئات الصفحات من أجل الحديث عن أهمية التواصل، وبالرغم من ذلك، فإن المعلمين يدركون أهمية التواصل كحجر الأساس في عملية تعليمية تفاعلية فعالة.
مما لا شك فيه أن التواصل وجهًا لوجه قد يكون أسهل لطرفي التواصل: المعلم والطالب. ولكن، كما ذكرنا من قبل، فالتعامل مع الطلاب الذين يفوقون أعداد المعلمين يحتاج إلى حلٍ ذكي يوفر الوقت ويُشعر الطلاب بوقوف معلميهم بجانبهم.
تتوفر هذه الحلول لدى المنصات التعليمية الإلكترونية، فيمكنك التأكد من فهم كل طالب للدرس من خلال اختبار خاصٍ به أو من خلال التحدث معه عبر الإنترنت مما يحتاج إلى وقتٍ أقل.
تأكد من التحدث مع الطلاب عن المشكلات التي يقابلوها في تجربة التعلم عن بعد دون النظر إلى المنهج الدراسي نفسه، لأن بعض المشكلات الدراسية قد تكون في الحقيقة نتيجة لسوء فهم أو توتر أو خوف ينشأ بسبب الانتقال بين الشكل الكلاسيكي للتعليم والتعليم الإلكتروني.
مناهج دراسية جذابة لتجربة تعلم مذهلة
يحتاج المعلمون إلى خلق موازنة بين المناهج الدراسية الطويلة والمراجع التي يراها الطلاب مُملة ووسائل الإيضاح الأخرى مثل الأفلام والقِصص والعروض التقديمية وحتى الأغاني.
عالج المشكلات واحدة تلو الأخرى
لا تُثقل كاهلك بالكثير من المشكلات في المرة الواحدة، بل تذكر أن تُحدد أولوياتك وتطور بشكل مستمر آليتك الخاصة في التعامل مع المنصات التعليمية الإلكترونية من أجل تحسين تجربة التعلم عن بعد.
لا تنظر إلى الشكل الحديث للتعليم وكأنه وحش أتى كي يغير كل شيء مرة واحدة.. لا يُطلب منك تغيير العالم بين ليلة وضحاها ولكن تذكر أن كل التغيرات الجذرية تبدأ بقرار واحد صغير.