مُستقبل التعليم الإلكتروني في 2022

اكتشف التعليم عن بعد باستخدام المنصات التعليمية الإلكترونية في العام الجديد

قبل اجتياح فيروس كورونا للعالم لمدة تقارب العامين الكاملين، كانت الهيئات التدريسية على المستوى الجامعي والدراسي أيضًا تتجه بشكلٍ كبير إلى الاستثمار في آليات التعليم عن بعد والتعليم باستخدام المنصات التعليمية الإلكترونية ومنذ اجتياح كورونا للعالم، تسارعت تلك الخطوات لأن التعليم الإلكتروني قد قَدم حلًا حقيقيًا لهذه الإشكالية بعد أن أصبح الملجأ الآمن للمعلمين والطلبة دون التسبب في أي أضرار للمنظومة التعليمية وبعد عامين من التجربة، يبدو أن التعليم عن بعد باستخدام المنصات التعليمية الإلكترونية والأدوات التكنولوجية كان خطوة تأخرنا كثيرًا فيها.

يجب أن نعترف بكون هذا التحول من النمط الكلاسيكي للتعليم إلى النمط الحديث لم يكن بالسهل أو السلس، لأن التغيير كان مفاجئًا لبعض الدول التي لم تعتاد على تجديد البنية التحتية المناسبة للتعليم الإلكتروني بما في ذلك خدمات الإنترنت نفسها. لكن في النهاية، أثبتت المنصات التعليمية الإلكترونية أنها جاءت كي تبقى ولن تُصبح حلًا مؤقتًا أبدًا.

بالنظر إلى كل تلك المعطيات، نجد أن التعليم عن بعد والحلول التكنولوجية بما في ذلك منصات التعليم لم تكن خطة طارئة لجأت إليها الهيئات التعليمية من أجل ضمان استمرارية التعليم بل هي في الأساس وجهة استثمارية ناجحة ولنا في الدول الغربية مثال، فتلك الدول كانت تطبق أشكالًا من التعليم الإلكتروني التفاعلي بالفعل وقت ظهور أزمة كورونا، مما يعني أن التعليم عن بعد كان موجودًا ومنتعشًا في بعض الدول التي استطاعت أن تهيئ المتعلمين والمعلمين لهذا الانتقال المرن لنمط تعليمية أكثر تطورًا وابتكارًا.

تكمن أهمية التعليم عن بعد في توفير فرصة مناسبة للجميع من أجل التعلم دون النظر إلى التوزيعات الجغرافية أو البنية التحتية للبنايات والطرق والمرافق الأخرى التي تخدم نمط التعليم الكلاسيكي. علاوة على ذلك، يوفر التعليم عن بعد سِمة المرونة التي لطالما غابت عن التعليم الكلاسيكي والفصول، خصيصًا في الوطن العربي. تقتضي هذه المرونة أن يتعلم الطلاب الاعتماد على النفس منذ سن صغير بالإضافة إلى تخصيص أوقاتهم وجداولهم بالشكل الذي يفضلوه مما يُشعرهم بتجربة التعليم التفاعلي وكأنها تجربة شخصية قد تختلف من طالبٍ لآخر. نهاية، يجب أن نذكر أن أحدث الدراسات العالمية تُشير إلى فاعلية التعليم الإلكتروني إن تمت مقارنته بالتعليم الكلاسيكي وتشمل تلك الفاعلية كفاءة المنظومة التعليمية كلها.

لأن التعليم عن بعد ركيزته الأساسية في الأصل هي الإنترنت والإنترنت هو أكثر المنتجات البشرية القابلة للتطوير، ينتظر المعلمون والطلبة المزيد من الآليات الذكية التي تُسهل عليهم عملية التعليم والتعلم على حدٍ سواء.

ومع عودة الطلاب إلى الفصول والمدرجات، وجدت الهيئات التعليمية حلًا من أجل مزج التعليم الإلكتروني مع التعليم التفاعلي الإلكتروني عن طريق منظومة التعليم المُدمج التي تُعد هي الأكثر فاعلية حتى يومنا هذا.

من خلال استخدام المنصات التعليمية الإلكترونية ومزجها مع فوائد التواصل المباشر من خلال منظومة التعليم الكلاسيكي، يحصل الطلاب على القيمة التعليمية المثلى وتتحسن كفاءة المنظومة التعليمية ككل. يُعد هذا النهج هو الأفضل حتى الآن لأن التواصل المباشر يُعد حجر الأساس لعملية التعليم وعلاوة على ذلك، لا يُمكن إنكار الفوائد العديدة التي قدمتها المنصات التعليمية الإلكترونية والنمط الديناميكي الحديث التي رسمته.

الآن، تتطلع الهيئات القائمة على المنظومة التعليمية إلى تحسين البنية التحتية من أجل استيعاب التعليم الإلكتروني وإتاحة الفرص للجميع من أحل الحصول على الفوائد العديدة للشكل الحديث من التعليم.